(احتيال)
أوكلوا للفزاعة مهمة طرد الطيور، وحين حان الحصاد راكموا بيادرهم وتركوها وحيدة بلا زرع تحميه وبلا أنس الطيور.
(ارتباط)
هكذا تحدث الأخطاء المميتة، كانت تحتاج إلى نافذة تُعزيها في الباب الموصد، لكنها لم تثقب الجدار… سمّرت فيه يدها.
(أمومة)
في زمن الحرب؛ المرأة التي أخبرها الطبيب أنها تحمل توأمًا في بطنها، جاءها المخاض فأنجبت طفلها وشاهد قبره.
(غنيمة)
رصدَ رجلٌ ثري وكئيب جائزة نقدية ضخمة لمن يقبض على لحظات فرحه الهاربة ويُسلّمها إليه. لم يفلح أحد. لكنّ الجائزة ذهبت إلى قاطع طريق لا يعرف عنها شيئًا. كان قد وضع نصل السكين على رقبة الثري ليتمكن أصحابه من النهب. وفيما كان الموت يتحسس رقبة الثري، كانت كل لحظاته السعيدة قد عادت لتمر أمام عينيه، وتربّت على خوفه.
(مخالصة)
منذ أن وضع خاتمه في إصبعها وهو يعلمها كيف تبدأ من النهاية، يأخذها دائمًا من نهاية إلى نهاية، كل نقاش يبدأ به من حيث انتهى الآخرون، يقول كلمته ويمضي، فيما يتعلق بأحلامها فقد بدأ من حيث انتهى الآخرون، من النضوب… فيما يتعلق بالحب، بدأ من حيث انتهى الآخرون، من التخوين والشك والسأم… فيما يتعلق بأيامها فقد بدأت من حيث انتهى الأمان، من السقوط أرضًا إثر صفعة، والنهوض إثر رغبة…
بعد سنتين من حياة ابتدأت من النهاية، وصلته منها رسالة نصية تقول:
لنبدأ من حيث انتهى الآخرون، من الموت…
استقبل الرسالة من حيث ينتهي الآخرون، قرأها وأعاد الهاتف بلا مبالاة إلى جيبه…
وحين عاد إلى بيتهما، وجدها انتهت من حيث تبتدئ الأشياء، كانت معلقة في سقف المنزل كفكرة لن تكون، تتأرجح ببطء ورأسها معلق بالسقف.