(فكأنّني) وكأنّهم أحلام

سمعت حكاية عن امرأة فقيرة كانت تضع حجرًا على بطنها وتشدّ وثاقه برباط، كي توهم بطنها بالامتلاء فيصمت أنين الجوع ولا تحاصص أولادها في الطعام الشحيح، ليأكلوا حتى الشبع.

أتذكّر هذه المرأة حين أُمنّي نفسي دائمًا بحيوات جديدة ستأتي بعد الموت، حيوات سأولد فيها كل مرة بذاكرة لا تعرفني ولا تعرف ما أنا عليه في حياتي الحاليّة، لكنّ قلبي يستدلّ على من أحبهم الآن في تلك الحيوات القادمة، يصطفيهم من جديد دون أن يعرف سببًا واضحًا لاصطفائهم. أُمنّي نفسي أنّنا سنلتقي ونكرّر اللقاءات دون أن نعرف أنّا كُنّا معًا من قبل، سنلتقي ونحب بعضنا من جديد، نشفق ونقلق ونخاف من الفقد، ثمّ نتساقط مرةً أخرى أيضا، سنُفجع ونخاف ونيأس ونفنى… ثمّ نولد في حيوات قادمة من جديد ونعيد ما كنّاه من قبل.

فكرة أن لقائي بأحبتي دائرة لا تنتهي ولا تكلّ من تكرار دورانها فكرة خيالية بلا شك، غير مقبولة ربما، لكني أمنّي نفسي بتحقّقها كي أجد عزاءً في العُمر الذي لا يتسع للاكتفاء من حضور الأحبة، ولن يتسع… هذه الأمنية التي أزيّفها وأقنع ذاتي بها، تشبه الحجر الذي وضعته تلك الأم على بطنها وشدّته برباط كي تزيّف الشبع، كي لا تشعر بالجوع… أشدّ هذه الفكرة إلى قلبي برباط الحب كي يصمت أنين جوعه إلى حضور الأحبة…

5 رأي حول “(فكأنّني) وكأنّهم أحلام

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s