
أشفق على الأحلام من إلحاحنا، وعلى الغد من ترقبنا أحيانًا ومن تعامينا عنه في أحيان.
أشفق على الحاضر من حمولات مآسينا.
وعلى الماضي من هتافات الذاكرة.
أشفق على الحالمين من هدر الوقت لمساعيهم.
أشفق على اليائسين من امتداد الطريق.
على المتعبين من اللاوصول.
على السيئين من سفور الكراهية.
وعلى الطيبين من سعار الزمن.
أُشفق على السُعداء من مباغتات الطريق.
على الحزانى من الأمل الساخر في عتمتهم.
أُشفق على الخطّائين من سخط ضمائرهم،
وعلى الظالمين من ثقل حضورهم.
أُشفق على العُشاق حين يختلقون حكاياتهم لتُبدد السأم، وعلى الأصدقاء إذ يحملون على ظهورهم العثرات الثقيلة والمكدّسة.
أشفق على الأمهات إذ ينجبن أطفالًا سيضيعون غدا من بين أيديهن وتتلقفهم الطرقات البعيدة، وأشفق على الأطفال كلما تشبثوا بثياب أمهات مهددات بالموت.
أُشفق على الشعوب حين تقامر بحاضرها على أمل كسب رهانات الغدّ، وأُشفق على الغدّ الذي لم يأتِ بعد ومع هذا فقد ملأنا طريقه بحشود التوقعات.
أُشفق على الناس جميعًا حين يسوقهم الخوف ويغرقهم طوفان الأسئلة ولا عاصم لهم، أشفق عليهم حين يحشدون الجيوش والأسلحة من أجل البقاء الذي لن يكون.
وأُشفق على نفسي،
أُشفق على نفسي من تعاظم الشفقة والخوف.