أشكر بشرى السيف صاحبة مدونة خزائن على ترشيحي للإجابة. وهذه إجاباتي على الأسئلة التي تفضّلت بطرحها:
- بين الاهتمام بالنفس وتطويرها -في ظل الأدوار الاجتماعية الأخرى- وبين الأنانية: شعرة، هل يمكنك تحديد موقعها بدقة؟ وكيف تتعامل معها؟
(الأنانيّة) هي صيغة (الأنا) مزيدة، وكي تبقى (الأنا) متحرّرة من الزيادة ينبغي أن نرى غيرها، أن يكون في مقابل كل ضمير (أنا) ضمير مخاطب، أو غائب… كما في اللغة مُتسع لضمائر الحاضرين والغائبين والمتكلمين، ينبغي أن يبقى في الذات مكانًا لأسمائهم الظاهرة أيضا. أن يكون الاهتمام تبادليّ، أهتم بنفسي كي أسعد الذين يحبونني، وأهتم بهم كي أسعد بحبهم وأجد فيهم المعنى.
لا أرى أن بين الأنانية والاهتمام شعرة، بل مساحة، مساحة نحن نخلقها حين نحاول النظر باتجاه الآخر، حين نحدّق في مساحة أوسع من موطئ أقدامنا، حين نطوّر ذواتنا دون أن ننسى أننا لن نبلغ الجبال طولًا…
- لو بدأت حياتك من جديد، وكان لك الحرية التامة في تشكيلها ورسم مساراتها، دون أي ظروف تقيدك، فما الحياة التي تؤمن فعلًا أنها الحياة التي تحقق لك غايتك منها؟
كتبت من قبل نصّ سأنقله هُنا، هذا النصّ يمثّل تصوري عن فرصتي في الحياة مرة ثانية:
“لو كانت لي فرصة للعيش في حياة تالية، أريد في حياتي القادمة أن أنجب أمي، أريد أن أكون أمًا لها وأعرف أن أمومتي لن تكون جنة كأمومتها… لكني أريد أن أفرح حين أراها تكبر، بدلًا من أن يقتلني حزني وخوفي….
أريد أن ابتسم لكلماتها الحميمة بدلًا من أن أبكي…
أريد أن أركن حياتي في عتمة النسيان لأُمهّد القادم لحياتها التي تريد.
أريد أن يعرف الشيب رأسي فيما أجدّل الليل في شعرها وأقول له أن يدوم بما يكفي للحلم والحب وتوهج الأمنيات.
أريد أن أسدل ثيابي التي طالما شكّت فيها إبرتها لتلائم مقاسي الصغير، أريدها منسدلة كي تغطي كل مسافة قد تمتد بيننا فلا تعجز يدها عن التشبث بطرف ثوبي وجذبي نحوها بإلحاح كلما صرفني ضجيج الحياة.”
- في ظل هذا التنافس المحموم بين الأفراد في اكتساب المعارف وتحقيق النجاحات على الصعيد الشخصي والمهني، كيف يمكن للمرء أن يحصل ذلك دون أن يخسر اتزانه النفسي؟
أن يذكّر نفسه دائمًا بأنّ الإنجاز يعني الحصاد، والحصاد يعني الخير والفائدة. فما جدوى الكدّ في أرضي وسقايتها وزراعتها، إن كنتُ سأزحف من التعب يوم الحصاد؟ فلا أجني الكثير، ويبقى من زرعي بقية لليباس… مساحة صغيرة تكفيني. لا داعي لألف فدّان من النجاح.
- الكتب الأدبية المترجمة؟ أم العربية؟ ولماذا؟
تخصّصي أدب عربي، لكنّي أقرأ بكثافة في الكتب المترجمة. لا أستطيع أن أفضّل شيئًا على شيء بالعموم. هُناك كتب مترجمة أحبها أكثر من بعض الكتب العربية، وهناك كتب عربية أحبها أكثر من بعض الكتب المترجمة. غالب قراءاتي في الأدب، والأدب يعبّر عن المشترك الإنساني الذي لا يعرف الحدود ولا يتفاضل باختلاف اللغات.
5- ما هي الشخصية الجاذبة بالنسبة لك؟ سمات الكاريزما التي لا تنفك عن ملاحظتها؟
كل شخص أخرجت أسوأ الأيام أجمل ما فيه، فلا تدفعه قسوة الحياة إلى القسوة على الآخرين، بل تعلم من معاناته تثمين المشاعر، فصار لا يستهين بمعاناة أحد.
- لكل منا روتين يومي مثالي بالنسبة له، ماذا عن روتينك المثالي؟
أعيش أيامي بشكل ارتجالي، بلا روتين محدّد، أُسلّم يدي إلى النهار فيأخذني حيثما شاء، أو يتركني خلفه.
- ما مدى تأثير علاقاتنا علينا؟ على اهتماماتنا، وشخصياتنا، وعلى حالاتنا النفسية، بل وعلى مساراتنا التي نتخذها في الحياة. هل وجدت أدوارًا واضحة للتأثير عليك؟ وكيف كانت؟
نعم، كل التأثير، كل التأثير… لا أعرف شيئًا يؤثر في حياتنا غير العلاقات أصلا، علاقتنا بالله، علاقتنا بالدين، علاقتنا بالعائلة، علاقتنا بالأصدقاء، علاقتنا بالأحبة، علاقتنا بالدراسة، علاقتنا بالوظيفة. العلاقات هي الوثاق الذي يشدّنا إلى الحياة.
وبما أني أعمل في التدريس، فقد تأثرت ببعض معلماتي، منهن معلمتي (عواطف) التي تعلمتُ منها كيف أقرّب إلى الذهن ما تُدركه المعرفة ولا يُحيط به الوصف.
(أبلة عواطف) مُعلمة التاريخ التي درستني في المرحلة المتوسطة، وأحالت جمود التاريخ إلى حياة تستعيد ذاتها في الصف، كان الزمن الغابر ينهض من رقدته ويحكي عن نفسه بلسانها، كانت الخرائط الصماء في كتبنا تصطخب بوقع أقدام الجنود وصليل سيوفهم وتنضح بالدم، لم تقم معلمة غيرها بإحالة الخريطة الجامدة إلى أرض تنطق بحكايات من عبروها… حصتها لم تكن تلقينًا أو سردًا، كانت رحلة في الزمن، وما أن يرن جرس نهاية الحصة حتى يكون الزمن قد استقر بحكاياته فينا…
بقي لي من أبلة عواطف تعليقة ذهبية كرمتني بها إثر نيلي للدرجة الكاملة عندها، وبقي لي كلمة كتبتها: كوني كما عهدتك دائمًا. وبقي مما عهدتني عليه طالبة تتذكرها دائمًا، وتتذكر معها كيف يمكن للواضحات أن تغدو أوضح، وكيف يُمكن للجمود أن ينتفض، وللتاريخ الميت أن يستيقظ…
وبقي أن أقول إن السرطان اختطفها منذ سنوات، رحلت، لكنها باقية فيّ، باقية فيما تعلمته على يديها، وفي محاولاتي لكي أكون كما عهدتني.. ![💔]()
دورات استخدام بلاك بورد ولم أحضرها، التحقت وما لحقت
- وضعك الحالي، هل كان مبنيًا على خطة رسمتها لنفسك، أم أن الحياة ألقت بك فجأة إلى حيثما تكون؟ بصيغة أعم .. هل تؤمن بجدوى الأهداف بعيدة المدى؟ أم بنظرية البجعة السوداء؟
نعم، محظوظة لأني توظفت في وظيفة أحلامي، وقبلها تخصصت في تخصص أحبه من أيام مراهقتي. ونعم رغم كل إحباطي الغالب أومن بجدوى الأهداف البعيدة. مع إني أشعر دائمًا إن حكم حياتي صفّر وانتهت المباراة، ولا مجال لتسديد أهداف.
10- كم تستغرق التدوينة الواحدة منك؟ يوم/ أيام/ ساعات؟ وهل تقوم بعمليات بحث فيما يخص موضوع تدوينتك، أم تكتب مستندًا على تجاربك الشخصية وتأملاتك فقط؟
بحسب نوع التدوينة، في حال كانت خواطر وقصص قصيرة فهي تستغرق ساعات ولا أقوم بعمل أي أبحاث حولها. أمّا إن كتبت مقالات فقد أستغرق يومين إلى ثلاثة أيام، وأُجري أبحاث مكثفة نوعًا ما. أحيانًا أكتب ما يزيد عن عشرين صفحة أثناء إعدادي لمقال لا يزيد عن صفحتين.
11- لو كان هناك شيء واحد تريد اكتسابه، فماذا سيكون؟
15 سنتمتر زيادة في طولي
أسئلتي:
- لماذا نكتب؟ وهل بوسعك التخلّي عن الكتابة؟
- ما الكتب التي قرأتِها وشكّلت تحولًا في أفكارك وطريقة حياتك؟
- لو كان بوسعك اختيار كتاب من التراث العربي ليكون ضمن مقررات المرحلة الثانوية، أي كتاب تختار؟ ولماذا؟
- لو كان بوسعك اختيار كتاب من العصر الحديث لتدريسه ضمن مقررات المرحلة الثانوية، أي كتاب ستختار؟ ولماذا؟
- ما مدى شعورك بالقرب من ذاتك في الماضي؟ هل لديك شعور أنكما الشخص ذاته، أم تشعر بانفصال؟ وإن وجدت نسخة قديمة من ذاتك القديمة، بمَ ستخبرها؟ وعن ماذا تسألها؟
- لو كان التاريخ قابل للتنقيح والحذف، ما الحدث الذي ستختار استبعاده من مشهد مسيرة العالم فلا يحدث أبدًا؟ ولماذا؟
- هل هناك تفاصيل مُهملة وهامشية واعتيادية تستحوذ على اهتمامك؟ ما هي؟
- لو أُرفقت معك لحظة الولادة دليل استخدام كالدليل التشغيلي الذي يأتي مع الأجهزة، ما الذي سيكون مكتوبًا فيه لوصفك وآلية عمل شخصيتك؟
- لو ألّفت سيرة ذاتية عن حياتك، ما عنوانها؟ ولو ألّفت سيرة غيرية عن شخصية تلهمك، من الشخصية وما عنوان السيرة أيضا؟
- أيهما أصعب، خلق الأسئلة أم استدعاء الإجابات؟
- فيما لو حظيت بفرصة لطرح سؤال واحد مع وعود بحصولك على إجابة قاطعة وصريحة وصادقة ولا ينازعها شك. ما السؤال الذي ستطرحه؟
أرشّح للإجابة على أسئلتي
صلاح القرشي
إيلاف
هيفي عمار
شروط المشاركة:
1- شكر الشخص الذي رشحك، ووضع رابط مدونته كي يتمكن الناس من العثور على صفحته.
2- أجب على الأسئلة التي طرحت عليك من قبل المدون.
3- رشح مدونين آخرين واطرح 11 سؤال.
4- اخبر المدونين الذين قمت بترشيحهم عبر التعليق في إحدى تدويناتهم.
5- اكتب قواعد المسابقة و ضع شعارها في منشورك أو في مدونتك.